أقوال الإمام علي عليه السلام
في الثناء على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
سئل الإمام علي عليه السلام: لم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإماماً
لهم؟ فأجاب عليه السلام بقوله: (إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره
رسول الله بالصلاة وهو حي .
شرح
نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/332، نقلاً عن الشيعة وأهل
البيت ص: 51.
قال الإمام علي بن أبي طالب:
إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة
الفؤاد" (عيون أخبار الرضا) (1 /303) ط طهران).
وجاء عنه عليه السلام: (لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه)
[12].
[12] شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد:
1/130، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت ص: 51- 52.
وقال عليه السلام في الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: (وكان أفضلهم في الإسلام - كما زعمت - وأنصحهم لله ولرسوله: الخليفة الصديق، والخليفة
الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام
شديد رحمهما الله، وجزاهما بأحسن ما عملا
[13] شرح نهج البلاغة
للميثم: 1/31، ط:
طهران، نقلاً عن الشيعة وأهل البيت.
وكذلك من أواصر المحبة والألفة بين الصحب والآل، فقد روى كثير النواء عن محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال: (أخذت أبا بكر الخاصرة، فجعل علي عليه السلام يسخن
يده بالنار فيكوي بها خاصرة أبي بكر رضي الله عنه)
[14].
[14] الرياض النضرة للمحب الطبري: ج: 1. نقلاً عن المرتضى سيرة أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب لأبي الحسن
الفروني.
وورد عن الضحاك بن مزاحم، عن علي عليه السلام قال: (كان خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا
يحبس شيئاً لغد، وكان أبو بكر يفعل
وسائل الشيعة 15/108.
وقال علي عليه السلام كما في نهج البلاغة يثني على عمر الفاروق رضي الله عنه: (لله بلاء فلان - أي عمر رضي الله عنه - فقد قوّم الأود، وداوى العمد، و خلّف البدعة، وأقام
السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدّى إلى الله طاعته،
واتقاه بحقه ، رحل وتركهم في طرق
متشعبة لا يهتدي إليها الضال ، ولا يستيقن المهتدي
[16] نهج البلاغة: 2/505.
ومما يدل على وجود الألفة والمحبة ما جاء في مشاورة عمر رضي الله عنه لعلي عليه السلام في خروجه بنفسه إلى غزو الروم،
فقال له علي عليه السلام: (إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم بشخصك
فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع
يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً مجرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره
الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءاً للناس، ومثابة للمسلمين)
[17].
[17] نهج البلاغة: 2/309.
وعندما استشاره عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الشخوص لقتال الفرس بنفسه، قال الإمام علي عليه السلام: (إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو
دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على
موعود من الله، والله منجز وعده وناصر جنده، والعرب اليوم - وإن كانوا قليلاً،
فهم - كثيرون بالإسلام، وعزيزون بالاجتماع، فكن قطباً، واستدر الرّحى بالعرب، وأصلهم
دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت - أي خرجت - من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من
أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمّ إليك مما بين يديك، إن
الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد
لكَلَبِهم عليك، وطمعهم فيك) [18].
[18] نهج البلاغة: 2/320-
321.
وعندما قدم الإمام علي عليه السلام الكوفة، قيل له: يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال: (لا حاجة لي في نزوله، لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يبغضه، ولكني نازل
الرحبة) [19].
[19] الذريعة إلى تصانيف الشيعة
يدل هذا الحديث على أن الإمام علي عليه السلام كان يجل عمر رضي الله عنه ويقدره ويقتدي به.
ولما استشهد عمر رضي الله عنه، وهو يصلي بالمسلمين الفجر، وشيع جنازته الصحابة، وفي مقدمتهم الإمام علي عليه السلام،
ووضعوا الجنازة جوار القبر، قال الإمام علي عليه السلام مقولته
المشهورة ودموعه تنهمر: (إني لأرجو الله أن يلحقك بصاحبيك رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وأبي بكر، فطالما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: دخلت أنا وأبو بكر وعمر، خرجت أنا وأبو بكر وعمر، صعدت أنا وأبو بكر وعمر،
أكلت أنا وأبو بكر وعمر، وإني أرجو الله أن يلحقك بصاحبيك، ثم التفت إلى الصحابة،
وهم على شفير القبر فقال: والله ما أحب أن ألقى الله بأكثر مما في صحيفة هذا المسجى)
[20].
[20] كتاب الشافي لعلم الهدى السيد المرتضى240.
((لما
وصل الخبر إلى رسول الله بأن عثمان قتله المشركون. قال الرسول: لا أتحرك من ههنا
إلا بعد قتال من قتلوا عثمان فاتكأ بالشجرة، وأخذ البيعة لعثمان
المجلسي في كتابه (حياة القلوب)(2 /424) ط طهران
عبد
الله بن عباس يقول: رحم الله أبا عمرو (عثمان بن عفان) كان والله أكرم الحفدة
وأفضل البررة، هجاداً بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهاضاً عند كل مكرمة،
سباقاً إلى كل منحة، حبيباً، أبياً، وفياً : صاحب جيش العسرة، ختن رسول الله صلى
الله عليه وسلم " (تاريخ المسعودي) (3 /51) ط مصر، أيضاً (ناسخ التواريخ)
للمرزه محمد تقي (5 /144) ط طهران).
وقال علي عليه السلام في مدح عثمان رضي الله عنه معترفاً بفضله ومكانته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أعرف شيئاً تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك
لتعلم ما نعلم، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت
كما رأينا وسمعت كما سمعنا، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صحبنا،
وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب أولى بعمل الحق منك، وأنت أقرب إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا)
[21].
[21] نهج البلاغة: 2/357.
وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام في سيف الزبير: (طال - والله - ما جلّى به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) [22].
[22] الاحتجاج: 1/380.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفاً:
"اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين" فمن هما؟ قال عليه
السلام: (حبيباي وعماك: أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش،
والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع
آثارهما هدي إلى صراط مستقيم) [23].
[23] تلخيص الشافي: 2/428،
نقلاً عن الشيعة وأهل البيت ص: 53.
وعن سويد بن غفلة أنه قال: مررت بقوم ينتقصون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فأخبرت علياً كرم الله وجهه ورضي عنه، فقلت:
لولا يرون أنك تضمر ما أعلنوا ما اجترءوا على ذلك، منهم عبد الله
بن سبأ، فقال علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه: (نعوذ بالله! رحمنا الله)، ثم نهض، وأخذ بيدي وأدخلني المسجد فصعد المنبر، ثم قبض على لحيته وهي بيضاء، فجعلت
دموعه تتحادر عليها، وجعل ينظر للقاع حتى اجتمع الناس، ثم خطب
فقال: (ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ووزيريه وصاحبيه وسيدي قريش وأبوي المسلمين، وأنا برئ مما يذكرون، وعليه معاقب،
صحبا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحب والوفاء، والجد في أمر الله، يأمران
وينهيان، ويغضبان ويعاقبان، ولا يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كرأيهما
رأياً، ولا يحب كحبهما حُباً، لما يرى من عزمهما في أمر الله، فقُبض وهو عنهما
راض، والمسلمون راضون، فما تجاوزا في أمرهما وسيرتهما رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، وأمره في حياته وبعد مماته، فقُبضا على ذلك رحمهما الله، فو الذي فلق الحبة وبرأ
النسمة! لا يحبهما إلا مؤمن فاضل، ولا يبغضهما إلا شقي مارق، وحبهما قربة،
وبغضهما مروق).
وفي رواية: (لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل) [24].
[24] طوق الحمامة للمؤيد بالله يحيى بن حمزة الذماري اليماني رحمه الله
تعالى
وقال عليه السلام في مدح خباب بن الأرت رضي الله عنه: (يرحم الله خباب بن الأرت، فلقد أسلم راغباً، وهاجر
طائعاً وقنع بالكفاف، ورضي عن الله وعاش مجاهداً)
[25].
[25] نهج البلاغة: 4/672.
وقد ورد عنه عليه السلام في مدح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الإجمال حيث يقول: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فما أرى أحداً
يشبههم، لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم
وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول
سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح
العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب) [26].
[26] نهج البلاغة: 1/244.
وروى المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال لأصحابه: (أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لا تسبوهم؛ فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه
الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في هؤلاء)
المصادر
وأورد
المرتضى في النهج عن علي رضي الله عنه من
كتابه الذي كتبه إلى معاوية رضي الله عنهما : ( إنه بايعني القوم الذين
بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان ، على
مابايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ، وإنما الشورى
للمهاجرين والأنصار ، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ماخرج منه فإن أبى
قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ،
وولاه الله ما تولى )
نهج البلاغة ص246،247.
شرح محمد عبده
/ دار الاندلس لملطباعة
والنشر والتوزيع
وهنا
يستدل الإمام على رضي الله عنه على صحة
خلافته وانعقاد بيعته بصحة بيعة من سبقه ، وهذا يعني بوضوح أن عليا رضي الله عنه كان يعتقد بشرعية خلافة أبى بكر وعمر وعثمان ،
كما يذكر في هذا النص الواضح في معناه
والذي كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، بأن الإمامة والخلافة تنعقد
باتفاق المسلمين واجتماعهم على شخص ، وخاصة في العصر الأول باجتماع الأنصار والمهاجرينفإنهم اجتمعوا على أبى بكر وعمر ، فلم
يبق للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن
يرد
bluenavy: ويقول
أمامهم محمد آل كاشف الغطاء في كتـابه ( أصـل الشيعـة وأصولها ): (( وحين رأى ( أي
عليّ بن أبي طالب ) ـ أن الخليفتين ـ أعني الخليفــة الأول والثاني ( أي أبو بكر
وعمر! ) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم
يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم )) أصل الشيعة وأصولها ص (124). تحقيق: محمد جعفر
شمس الدين، دار الأضواء ـ بيروت، ط. 1413هـ ـ 1993م.
bluenavy: ويقول
جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر : أأتولهما!! فقال : توليهما. فقالت :
فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها : نعم . روضة الكافي جـ8 ص (
101 ) .
bluenavy: وجاء
أيضا في أحد شروحهم لنهج البلاغة : (( ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته أمر
علي رضي الله عنه الحسن والحسين رضي الله عنهما بحرسه والدفاع عنه )) شرح نهج
البلاغة للبحراني جـ 4 ص354 .
bluenavy: روي
عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال ان ابابكر مني بمنزلة السمع وان عمر بمني
بمنزلة البصر .عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي ج1 -ايضا معاني الاخبار للقمي
-ايضا تفسير الحسن العسكري
bluenavy: سأل
رسول الله ربه ان يعز الإسلام بعمر بن الخطاب رضي الله عنه - نور الثقلين ، 3/267
ا البحار ، 75/12 العياشي ، 2/355 البرهان ، 2/472 الصافي ، 3/246
bluenavy:
فاطمة رضيت عن الشيخين كما
في شرح نهج البلاغة فمشى إليها أبو بكر بعد ذلك وشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه
انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 57 ط بيروت وشرح نهج البلاغة لابن ميثم ج 5 ص 507 ط بيروت
وحق اليقين ص 180 طبعة طهران
حسن نصح
علي لعمر رضي الله عنهما
ومن كلام له عليه
السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج إلى غزو الروم بنفسه وقد توكل الله لاهل
هذا الدين بإعزاز الحوزة ، وستر العورة. والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون، ومنعهم
وهم قليل لا يمتنعون: حي لا يموت إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك
فتنكب لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث
إليهم رجلا محربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن
تكن الاخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين نهج البلاغة
ج2 ص18